قال الامام السهروردى:
أبدا تحنّ إليكم الأرواح = ووصالكم ريحانها والراحُ
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم = وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
وارحمة للعاشقين تكلفوا = ستر المحبة والهوى فضاح
بالسر إن باحوا تباح دماؤهم = وكذا دماء البائحين تباح
وإذا همُ كتموا تحدث عنهمُ = عند الوشاة المَدمع السفاح
وبدت شواهد للسقام عليهمُ = فيها لمشكل أمرهم إيضاح
خفَضَ الجناح لكم وليس عليكمُ = للصب في خفض الجَناح جُناح
فإلى لقاكم نفسه مرتاحة = وإلى رضاكم طرفه طمّاح
عودوا بنور الوصل من غسق الجفا = فالهجر ليل والوصال صباح
وتمتعوا فالوقت طاب لقربكم = راق الشراب ورقّت الاقداح
صفّاهمُ فصفو له فقلوبهم = في نورها المشكاة والمصباح
يا صاح ليس على المحبّ ملامة = إن لاح في أفق الوصال صباح
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى = كتمانهم فنمى الغرام فباحوا
سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها = لما دروا أن السماح رباح
ودعاهمُ داعي الحقائق دعوة = فغدوا بها مستأنسين وراحوا
ركبوا على سنن الوفا ودموعهم = بحرٌ وحادي شوقهم ملاّحُ
والله ما طلبوا الوقوف ببابه = حتى دُعوا وأتاهم المفتاح
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم = أبدا فكل زمانهم أفراح
حضروا فغابوا عن شهود ذواتهم = وتهتّكوا لما رأوه وصاحوا
أفناهمُ عنهم وقد كشفت لهم = حُجُب البقا وتلاشت الأرواح
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم = إن التشبه بالكرام فلاح
لسماعها
غنائيا بصوت
بصوت الفرق التراثية الحلبية